نظمت حملة “ساند معتقلي الإمارات” ،مساء اليوم الاثنين، ندوة إلكترونية بعنوان: “آلاء الصديق ..رحلة نضال من أجل الحرية”، وذلك إحياء للذكرى الثانية لوفاة المدافعة الإماراتية عن حقوق الإنسان آلاء الصديق التي توفيت في حادث سير بالمملكة المتحدة.
وسلطت الندوة الضوء على حياة آلاء الصديق وجهودها البارزة في الدفاع عن حقوق الإنسان، كما أكد المشاركون في الندوة على حجم الفراغ الذي خلقه رحيل المدافعة الإماراتية وعلى نشاطها الاستثنائي الذي جعلها أحد أيقونات حقوق الإنسان في العالم العربي.
وبهذا الصدد، أكدت الناشطة الإماراتية جنان المرزوقي، أن آلاء الصديق ناضلت لعقد كامل بلا كلل أو ملل من أجل الإفراج عن والدها وبقية معتقلي الرأي في الإمارات، مشيرة إلى أن آلاء كانت تستطيع الصمت واختيار حياة سهلة لكنها بقيت وفية لمبادئها وأظهرت التزاماً استثنائياً في الدفاع عن الحقوق والحريات.
وأضاف المرزوقي، أن خبر وفاة آلاء هز المجتمع الحقوقي وخلق فراغاً لا يمكن أن يملؤه أحد، وأظهر للجميع التأثير والفرق الذي يمكن أن يصنعه فرد واحد فقط.
بدوره، قال الناشط الإماراتي أحمد الشيبة، إن الأثر الذي تركته آلاء الصديق لن يتوقف أبداً، وذلك بسبب التأثير الكبير الذي كانت تتميز به كلماتها، واستخدامها لمنهجية علمية مدعمة بالأدلة وبعيدة عن العواطف.
وتطرق الشيبة إلى حجم الضغوط والانتهاكات الحقوقية الذي تعرضت له الناشطة الإماراتية خلال حياتها، مشيراً إلى أن سحب الجنسية الإماراتية من آلاء الصديق وعائلتها هو فاجعة للمجتمع الإماراتي، حيث كانت آلاء نموذجاً مميز للشابة الإماراتية، وتنتمي إلى عائلة علمية معروفة.
كما كشف الشيبة أن السلطات الإماراتية أبقت والد آلاء في السجن الانفرادي خلال آخر سنتين من حياتها، من أجل الضغط عليها وإجبارها على الصمت، وأن حجم الضغوط التي كانت تتعرض لها لا يمكن لأحد أن يطيقه.
وأشار الشيبة إلى كتاب آلاء الصديق الذي تم نشره مؤخراً، والذي قام بكتابته قبل وفاتها، وشرحت فيه بطريقة علمية مدعمة بالشواهد والحقائق ما يحصل في الإمارات، موجهاً نصيحة إلى جميع الراغبين بفهم الواقع الإماراتي بضرورة اقتناء الكتاب.
كذلك أشار الناشط السعودي يحيى عسيري، أن الراحلة آلاء الصديق، كانت متعددة المواهب وقد سخرت هذه المواهب للدفاع عن المظلومين، وأنها عملها لم يقتصر على الدفاع عن حقوق الإنسان في الإمارات فقط بل امتد ليشمل كل القضايا الحقوقية في المنطقة العربية.
وأوضح عسيري، إلى أن الصديق كان لها حضور بارز في كل الأماكن التي عملت بها بسبب النشاط الاستثنائي الذي تميزت به، لافتاً إلى أن إحياء ذكرى آلاء لا يكون بذكر محاسنها فقط بل بالتذكير في القضايا التي كانت تدافع عنها ومواصلة العمل عليها.
من جهتها تطرقت الباحثة الحقوقية في مجموعة منا لحقوق الإنسان، فلاح السيد، إلى الواقع الحقوقي في الإمارات، وأشارت إلى أن الإطار القانوني في الإمارات مصمم لانتهاك حقوق الإنسان وقمع أي شكل من أشكال المعارضة.
وبينت السيد أن تعريف الإرهاب في القانون الإماراتي يسمح باعتبار أي عمل بأنه إرهابي، وأن قانون مكافحة الإرهاب الإماراتي يوفر أساساً قانونياً لاحتجاز الأفراد بعد انتهاء مدة عقوبتهم، وهو قانون ينتهك المعايير الدولية.
كما أشارت السيد إلى أهمية القرار الأخير الذي صدر عن الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، والذي اعتبر فيه احتجاز 12 إماراتياً من بينهم والد آلاء الصديق بأنه تعسفي لأنه كان بسبب ممارستهم لحقهم بحرية التعبير.
وقالت السيد إنه رغم أن القرار ليس ملزماً للحكومة الإماراتية لكنه مهم خصوصاً أنه يأتي قبل استضافة مؤتمر كوب 28، ويذكر المشاركين في المؤتمر بأن هناك 56 معتقلاً في الإمارات محتجزون تعسفياً رغم انتهاء مدة عقوبتهم.
يشار إلى أن الندوة أدارتها الإعلامية إسراء الشيخ، وشارك فيها كل من: الناشطة الإماراتية جنان المرزوقي، الناشط الإماراتي أحمد الشيبة، الناشط السعودي يحيى عسيري، والباحثة القانونية فلاح السيد.